متطوعو صور العفية وقصة إنجاز جديدة

كتبت/ مريم المعمرية

التطـــوع ملحمة تجسد وحدة شباب الوطن من أجل تطوير يرقى بهم وبعزيمتهم ، التطوع حجر أساس للعطاء وضعه كل من ينبض قلبه شغفا ومبادرة من أجل خدمة الأخرين ، والمتطوع هو الروح التي بها سيكون لهذه الملحمة الرائعة صوتا وصدى يؤثر بنفوس شغوفة للعمل ،، والمتطوع هو الرائد الأول ليبني بفكره خيرا ونماءً لأرض تنتظر منه الكثير ، على سواحلها الهادئة ، وبمعالمها التي تكاد لا تخفي تاريخا عريقا تضمه كل موجة بحرتستلقي على احدى شواطئها ، وبسفنها الراسية تعتلي شموخ المجد ،، كانت هي تلك ( صــــور العفية) التي حطت الشبكة العمانية للمتطوعين رحالها هذه المرة في قافلتها الرابعة لتتجول بين جنباتها وتنتقي منها شبابا هم فخر للوطن أنهم تربوا على ترابه .

بحضور اكثر من 80 متطوعا ومتطوعة أتوا سباقين ليسجلوا تواجدهم ببرنامج العمل التطوعي الذي أعدته الشبكة العمانية للمتطوعين “تعاون” بتواجدها يوم الخميس الموافق 7 مارس 2013م في قاعة الأجتماعات بمعهد التمريض بولاية صور وبالتعاون مع مستشفى صور وجمعية المراة العمانية بالولاية .. بدأ البرنامج الساعة الثامنة صباحا بتسجيل بيانات المتطوعين وتأكيد حضورهم للبرنامج والذي استمر لمدة ساعة .


بعدها قدم فريق تعاون كلمته الترحيبية التي عبر فيها عن شكره وتقديره لكل المتطوعين والمساهمين مع الشبكة في ادارة البرنامج ، ولكي يتم تحفيز المتطوعين وخلق روح التالف بينهم تم تقديم “لعبة كسر الجليد” وتوزيع المشاركين الى مجموعات تطوعية وتعيين منسق لكل مجموعة ، ومن ثم تم عمل “لعبة التعارف” بين المتطوعين، وقبل البدء كان لابد أن يتعرف المتطوعون على اهمية بناء الفريق مع ورشة ” بناء الهرم “ .




وبعد أن تم خلق جو من التعاون والتعارف بين المتطوعين ، اعلنت الشبكة انطلاق برنامجها مع دورة ” ثقافة التطوع ومفاهيمه” التي قدمها الأستاذ/ هشام عبدالسلام “مستشار ومدرب الشبكة العمانية للمتطوعين” والتي عبر فيها عن فخره واعتزازه برؤية كوكبة رائعة من المتطوعين والمتطوعات بولاية صور .


دورة ثقافة التطوع ضمت في جعبتها العديد من الأهداف التي ناقشها المدرب مع المتطوعين ونهلوا منها العديد من المفاهيم والأساسيات التي تهم المتطوع والتطوع بالدرجة الأولى
منها (مفهوم التطوع وذكره بالقران والسنة ، اهمية التطوع وانواعه)


ثم قدم فريق تعاون ورشة عملية سريعة حول “لماذا نتطوع” طلب من كل المتطوعين بالمجموعات تسجيل أسباب تطوعهم وانتمائهم للتطوع بورقة فردية ومن ثم وضعها بالقاعة ، واستكمل بعدها المدرب الدورة بمحور (أثر التطوع على المتطوعين والمجتمع ، ومجالات العمل التطوعي) وتم بختام الورشة توزيع كتاب (افاق جديدة في مجالات العمل التطوعي ) على كل المشاركين ليكون الدليل لهم لأكمال المشوار .


وبعد الأستراحة ، انطلقت الدورة الثانية من البرنامج وهي دورة ” التخطيط في ادارة المشاريع التطوعية” والتي استمر الأستاذ/ هشام عبدالسلام في تقديمها بدأت بورشة عملية عن “مجالات العمل التطوعي” يحدد فيها المتطوعون اهم المجالات حسب حاجة المتطوع والمجتمع .


بعدها تم مناقشة محاور (الأولويات في مجالات العمل التطوعي ، التخطيط واهميته ، كيفية ادارة مشروع تطوعي ، وماهي الاسس التي يقوم عليها اي مشروع تطوعي) ، ثم قدم المدرب الورشة العملية “توصيف المشروع التطوعي” لكل مجموعة حيث تختار كل مجموعة مشروع تطوعي وتبدأ التخطيط فيه وتوصيفه ومن ثم عرضه .




اتسمت الدورة بروح المبادرة والنقاشات الرائعة التي ناقشها المتطوعون والتي تنم عن فكر واعي متعطش للعمل والانطلاق ،وبنهاية الدورة قدمت كل المجموعات التطوعية توصيف وتخطيط كامل لمشاريعها على نموذج “المعارض” استخدموا فيه افكارهم ورؤيتهم لعرض المشروع .





صور المعرض للمشاريع التطوعية ..






وبعد استراحة الصلاة والغداء، عاد المتطوعون يملؤهم الحماس والشغف لمعرفة المزيد والتنافس من أجل نيل “جواز المتطوع” بدأت الدورة الأساسية الثالثة وهي دورة “الاسعافات الأولية” مع المدربة أمل البلوشية ، بالبداية تم توزيع سترة تعاون للمتطوعين والمادة التي ستطرح بالدورة .



تطرقت دورة الاسعافت الأولية الى عدد من المحاور منها ( المسعف والاسعافات ومفاهيمها، حقيبة الاسعافات الأولية وأهميتها ، مبادئ السلامة عند الاسعاف والتي يجب على المتطوع مراعاتها) ، ثم تم التطبيق العملي لبعض الحالات الاسعافية الطارئة التي قد تواجه المتطوع منها عملية الاخلاء اثناء الحرائق


كما تم توزيع سيناريوهات لبعض الحالات الطارئة وعلى المتطوعين تطبيق عملية الاسعاف الأولي لها مما يضمن سلامتهم منها (الحروق ، الكسور ، الاغماء ، الجروح ) ، ثم اخر محور تطرق الى مشكلة الحوادث المرورية وماهي الاخطاء التي يرتكبها المسعفون عند الحوادث وكيفية معالجتها .





وباخر البرنامج تم شرح الية الحصول على جواز التطوع وماهي الأسس التي يقوم بها المتطوعون لاقامة مشاريعهم التطوعية وتسليمها للشبكة ، وقبل الختام تم اختيار ثمانية متطوعين ليكونوا منسقين للشبكة بولاية صور ، وتم تدشين فريق تعاون بمحافظة جنوب الشرقية .



برنامج العمل التطوعي الذي استمر 10 ساعات التقى شبابا سيكون هو المبادر الأول لنشر ثقافة التطوع وسيكونوا هم الأكتاف التي يسند الوطن طموحاته عليه ، متطوعو ولاية صور هم قادرين على أن يثبتوا جدارتهم لخدمة بلدهم ،


(أن تؤهل متطــــوع ناجح ، بالتأكيد سيكون لديك تطــــوع راقي ) هذه هي نقطة انطلاقة من رؤية الشبكة ، وما لامسناه بمتطوعي صور من همة وعزيمة ورغبة في التطوع سيثبت أن الأمم لا تبنى الأ بسواعد أبنائها .

شكـــــــــــــر وعـــــــــرفان :
الى الدكتور محمد الفارسي المدير التنفيذي بمستشفى صور ، أميرة العريمي منسقة مبادرة مدينة صور الصحية ، فتحية السنانية رئيسة جمعية المراة العمانية بصور ، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (LNG) ، وعظيم الامتنان اولا واخيرا الى كل متطوعي ولاية صـــــــــور العفية .