“التطوع الشبكي” منهج وتطبيق


كتبت/ مريم المعمرية

لقد أصبح التطوع بمفهومه وأساسياته قاعدة يرتكز عليها الكثير من المبادرين في العمل التطوعي ، بشتى مجالاته ، ولا يغيب عن أذهان البعض أن المعرفة في تطبيق التطوع بمجتمعاتنا أصبحت حاجة ملحة إن لم تكن أساسية في الوقت ذاته. فنرى كثيرا من المؤسسات التطوعية المدنية كل منها بتوجهها المنفرد في فهم التطوع وتطبيقه ولكن يجمعها المبدأ ذاته.

الشبكة العمانية للمتطوعين قد تنفرد برؤيتها وأهدافها في طريقة تطبيقها للعمل التطوعي الذي جعلت من المتطوع نفسه هو حجر الأساس له، فكانت حاجة المتطوع وطريقة تنفيذه للتطوع أمر لمسته إدارة الشبكة مما جعلها تسعى إلى توسيع مدارك المتطوعين حول الآليات الجديدة للتطوع المتبعة لدى الشبكة.

فأقامت ورشة (التطـــوع الشبكي) يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو 2012م بقاعة التدريب بعمانتل، التي افتتحها الفاضل/ خالد البلوشي نائب المنسق العام ورئيس اللجنة التنفيذية بالشبكة، حيث كانت بداية مختلفة تعمد إليها ليضفي نوعا من التميز للورشة، حيث وزع رسائل طلب من المشاركين كتابة أي سؤال يخطر لديهم عن الشبكة.

وكانت مغامرة كسر الجليد بين المشاركين أساسًا مُهمًا في الورشة، وتم توزيع أرقام مختلفة على كل المشاركين ومن ثم يجب على كل مشارك أن يعرّف بنفسه بعدد معين من المعلومات تناسب الرقم الذي اختاره.

بعدها قدم الفاضل / يحيى البلوشي المنسق العام للشبكة فقرة عن فكرة تأسيس الشبكة والمنهج الذي أتبع بالشبكة منذ التأسيس ، أشار فيها إلى أن فكرة تعاون أتت من عام 2006م بعد دراسات ومشاورات أخذت من قبل قيادات وخبرات دولية لكي تتعامل الشبكة مع النظام الشبكي المؤثر. كما ذكر بأن الشبكة تتعامل مع المتطوع على حسب تركيبته ورغبته دائما.

لم تخلُ الورشة من جو العمل الجماعي بين المشاركين، حيث قدمت فقرة (ماذا يحتاج للمتطوع) حيث طلب من المجموعات عمل تصنيف لاحتياجات المتطوع ، ومن ثم تم عرض أفكار كل المجموعات، بعدها ناقش خالد البلوشي مفاهيم أساسية يحتاج إليها المتطوع وهي (المعرفة، الفريق ، الوسائل، الإعلام والتحفيز).

انتقلت الورشة بعدها إلى عرض لأهم أساسيات الشبكة أو المؤسسة التطوعية الناجحة ترتبت في عدد من الأسس هي : المنهجية والمرجع . حيث يجب أن تكون للمنظمات التطوعية مراجع صحيحة وواقعية تناسب حاجة المتطوع لكي تعطي المتطوع فرصة الاستمرار في العمل والمبادرة.

فريق العمل : دائما ما يكون العمل التطوعي في أسمى مراتب الرقي والنجاح بتواجد فريق عمل متكامل ينسق العمل التطوعي بين الأفراد.

الإعلام المؤثر: يجب أن نربط العمل التطوعي بإعلام مؤثر يتيح للمتطوع قوة وحافزا أكبر للعطاء.

التحفيز والمتابعة : حاجة أساسية للمتطوع وهو ما وضعته الشبكة في الحسبان، حيث وضعت (جواز المتطوع) والذي يعتبر أداة تعريف بهوية المتطوع ودوره التطوعي.

ولإضفاء التنوع في الورشة مع المشاركين، تم طلب من كل مجموعة عمل معرض بسيط عن الشبكة يتضمن عرضا لرؤية ورسالة وأهداف وقيم الشبكة التي وضعتها، وبعدها تم شرح ومناقشة الأفكار مع المدربين والمشاركين.

وجدير بالذكر أن الورشة احتوت على فقرة توضح آلية التنفيذ المتبعة بالشبكة، وهي التسجيل والتصنيف والتدريب والدورات الأساسية والتخصصية التي يخضع لها المتطوع كما أشير إلى دور اللجان الرئيسية والتنفيذية وآلية الإدارة والعمل بها. وكان أهم ما طرح في الورشة هو شرح كامل لجواز المتطوع الذي تتبناه الشبكة والتي هي بصدد تسليمه لعدد من المتطوعين المستحقين له.

 

وأشار المنسق العام للشبكة أن المتطوع هو الأساس بالشبكة حيث تركز كل جهودها على أن تدعم ميوله ورغباته وتأهيله بكل ما لديها من فرص ليكون قادرا على إنشاء شبكته التطوعية وإدارة مشاريعه. وهذا هو ما يعرف بالنظام الشبكي التطوعي.وفي نهاية الورشة تم توزيع أظرف بها فكرة لمشروع تطوعي يسعى المشاركون إلى تنفيذه ، حيث تهدف الشبكة إلى فرزها وتصنيفها.