كتب: مصطفى العلوي
فتحي العبري وأمل البلوشية ثنائي أضاء قاعة المحاضرات بمبنى عمان تل، روح الدعابة والفكاهة كانت حاضرة بقوة في دورتهم الإسعافية، المحاضران كعادتهما كانا شعلة نشاط تجوب القاعة بأدوات طبية تضمنت صناديق الإسعافات الأولية والقفزات الطبية خلفان ومسعود جثث صناعية شاركاهما الشرح من خلال تواجدهما ضمن المتطوعين.
المدربان فتحي وأمل تبادلا تدريب الشباب والشابات كل بأسلوبه حيث وضحا في البداية أنواع الإصابات والحوادث التي قد يتعرض لها المصاب في مكان الحادث والتي من ضمنها الكسور والجروح وحالات الحريق والغريق وبتر الأعضاء وغيرها من الحالات التي قد تحدث لأي شخص منا في حياته اليومية ومن أجل أن يتفادى الشباب والشابات هذه الحوادث في أماكن تطوعهم فقد كان لهذه الورشة متعتها الخاصة لدى المتطوعين.
ولأن المتطوع يجب أن يتواجد في أماكن الخطر وفي الأماكن التي تكتنفها المخاطر والصعوبات فكان لا بد له من معرفة كيفية التعامل مع المصابين وأنواع إصاباتهم حيث أن للمتطوع مواقف يجب أن يواجهها بحكمة وخبرة العارف بما يقوم به، الغريق مثلا كيفية استخراج الماء من رئتيه وكيفية إعادة تنفسهمت، وتم تطبيقها على التماثيل الصناعية المتواجدة بين المتطوعين.
ما جعل الدورة أكثر إمتاعا تلك السيناريوهات الموزعة بين المجموعات حيث كانت لدى الشباب والشابات مشاهد وجب تمثيلها وكيفية التصرف معها مثلا مع أحد مجموعات الشابات هناك حالة كسر لمصاب وقد قامت الشابات بالتعامل مع الإصابة بحكمة بالغة أدهشت الحضور.
أمل البلوشية كانت تعلق على المشاهد بحرفية حيث كانت لها إرشادات مباشرة لما يمثله المشاركون وماهية الخطوات التي قاموا بإتخاذها اتجاه كل حالة على حدة ولأن تشغل وظيفة منسقة شؤن التدريب بوزارة الصحة فقد كان حضورها رائعا، الأمر الذي جعل المشاركون يستوعبون سريعا الأدوار الملقاة على عاتقهم من أجل تفادي أي أخطاء أو إصابات.
عاد بعدها المدرب فتحي العبري ليوضح الخطوط الحمراء التي يجب أن نتقيد بها عندما نتعرض لحوادث مشابهة وما الذي يجب علينا اتخاذه ونحن في ميدان الحادث، حيث نوه وأكّد على بعض الممارسات التي لا تليق بالأفراد حيث يقومون بتصوير الحوادث والمصابين ومنهم من يتصرف اتجاه المصاب دون دراية كافية، وختمت الدورة بصفارات إنذار مدوية دلالة على استعداد فريق الشبكة المتطوع من أجل إخلاء المباني في حالات حدوث أخطار مشابهه للحرائق.
عبدالملك البوسعيدي عبر عن بالغ سعادته لما يراه من أفواج تتخرج من هذه الدورات التكثيفية التي تقيمها الشبكة على مدى ثلاثة أسابيع حيث تحدث أنه سعيد لتواجده ضمن اللجنة الرئيسية للشبكة والتي تخدم المتطوعين.
زينب الكندي رغم صغر سنها الا أنها تعمل جاهدة في خدمة المتطوعات من الشابات ضمن اللجنة الرئيسية تجدها حاضرة لما يلبي متطلبات الشابات بالقاعة أما حمد المعولي والذي يعمل بما يمتلك من قوة من أجل أن يقدم ما لديه من خبرات وطاقات لأجل أن يخدم المتطوع والتطوع في عمان.
خالد المحاربي متواجد ضمن لجنة التدريب تجده يعمل والابتسامة على محياه حيث يعبر عن فرحته لما للعمل التطوعي من أجر رباني يلقاه الإنسان في آخرته فقد أشار أن العمل التطوعي لا جزاء له في الدنيا ولن نرضى أن نتلقى أي مكافآت من أجل نقدم كل ما لدينا.
كانت وجبة العشاء الأخوية خير ما ختم بها هذه الدورات التي استمرت لعدة أسابيع استفاد من خلالها مئات من الشباب والشابات حيث تخللت وجبة العشاء حوارات هادفة بين المتطوعين واللجنة الرئيسية للشبكة العمانية للمتطوعين تعاون المنظمة لهذه الدورات التدريبية في مجال الكوراث الطبيعية والأزمات حيث كان للشباب والشابات المشاركون إطراء لما لمسوه من استفادة كبيرة ومعلومات مهمة وحديثة عليهم وقد تعهدوا أن لن يدخروا أي جهد في سبيل التطوع في هذا البلد الغالي.
تمضي الأيام وتتعاقب الدورات التي تنضمها الشبكة العمانية للمتطوعين وتبقى رسالة تعاون مرفوعه عاليا أن التطوع بلا حدود هو هدفنا الأسمى، ويوما ما ستجد المتطوع العماني يحلّق خارج الحدود من أجل أن يخدم الإنسانية لتمتد بذلك مساحات التطوع إلى خارج حدود الوطن.