كتبه مصطفى العلوي:
دشنت الشبكة العمانية للمتطوعين تعاون ورشتها التخصصية في إدارة الكوارث الطبيعية والأزمات بالدورة الموسعة الأولى التي قدم ورقتها القائد الكشفي: هشام عبدالسلام موسى خبير الشؤون الكشفية بوزارة التربية حيث تطرق في دورته إلى عدة محاور متنوعة دسمة حيث تخللها استعراض قضايا وكوارث طبيعية حدثت في العالم وكيف تعاملت معها الدول والمتطوعون، وامتازت الدورة بالكثير من التجارب الفعلية على أرض الواقع.
استهل المحاضر دورته بمقدمة تعريفية عن الأزمة ومفهومها الواسع وكيف تم تعريفها على مستوياتها كما أنه تحدث عن سمات الأزمة ومتى ستكون نقطة تحولها وما يجب على المتطوع معرفته في كيفية تفنيدها والوصول إلى الحقائق لها، ففي أغلب الأحيان يرافق الأزمة الشعور بالضبابية والإضطراب ونقص واختلاف الحقائق ما يجب على المتطوع تتبع الحقائق الصحيحة ومصدرها، وتطرّق المحاضر إلى تعريفات مختلفة لإدارة الأزمة منها الأزمات الطبيعية والنفسية وغيرها من مفردات الازمة.
أما عن الكوارث فقد صنفها المحاضر على حسب سرعة وقوعها فمنها كوارث سريعة الحدوث ومنها البطيئة أيضا، ويتم تصنيف الكوارث على حسب مصدرها ككوارث الزلازل والبراكين والفيضانات والجفاف وقد تطرق المحاضر إلى المراحل الخمس لنظام الكوارث والأزمات فهي تبدأ بتشخيص للمؤشرات والأعراض التي تنبئ عن وقوع أزمة أو كارثة وفي المرحلة الثانية وهي التحضيرات التي تسبق الكارثة من أجل معرفة كيفية التعامل معها على أرض الواقع بقصد منع وقوعها أو تخفيف أثرها، واحتواء الأضرار وتنفيذ ما خطط له من مراحل تأتي هذه الخطوة في المرحلة الثالثة والتي تسبق استعادة النشاط، أما عن المرحلة الخامسة فهي بمثابة بلورة ووضع الضوابط لمنع تكرار مثل هذه الكوارث أو على أقل تقدير التخفيف من وطئتها.
كان للمحاضر وقفة مع متطلبات إدارة الأزمات والتي يندرج ضمنها العديد من المراحل منها توفير الفرق المناسبة لإدارة الكوارث وهذه تكون بمثابة تجميع متطوعين ذوي خبرة ميدانية أو من يساندهم من شخصيات عامة أو جهات رسمية، بعدها يتم اعتماد أسلوب التخطيط كمتلطب أساسي وذلك من خلال ما يتضح من تطورات على مستوى الكارثة ونوعيتها بناء على المصادر والحقائق المؤكدة الموثوق بها، ومن المراحل أيضا تفعيل نظم الإتصالات سواء كانت السلكية او اللاسلكية التي تندرج مع نظام الإتصالات أو المستقلة التي تندرج ضمن محطات الراديو والبث الفضائي.
لاقت الدورة إقبالا كبير من المتطوعين المتدربين لا سيما ما تضمنته من برامج عملية اشتملت على عرض للصور والفيديو لكارثة فوكوشيما اليابانية وكيف تعامل اليابانيون مع الأزمة وما قام به المتطوعون خلال الأزمة وما الذي نستفيده كمتطوعين في أزمات قد تحدث، كما عرض الأستاذ المحاضر عددا من التجارب التي حصلت أثناء الأنواء المناخية جونو وكيفية تعامل المتطوعين حينها رغم عدم جاهزيتهم لذلك وما هي الدروس التي استفادوها والتي كانت جاهزة في حال حدثت الكارثة في فيت.
أنهى المحاضر هشام عبدالسلام دورته بالأساليب التي يجب اتخاذها لحل الأزمات والكوارث وكيفية التعامل معها وما يجب فعله كعدم استخدام الوسائل التقليدية في التعامل مع الأزمة كإنكارها أو تناسيها أو التقليل من أهميتها على أن نتعامل معها بأساليب راقية حديثة كتجميع فرق العمل والمتطوعون وأن تكون حل الأزمة بطريقة ديموقراطية، بعدها بدأ المتطوعون المتدربون بعمل تمرين تجريبي لأحد الكوارث وما هي الآليات التي قد يعملوها وإمكانية تسخير ما عرفوه من أجل تطبيقه على أرض الواقع.
إن إدراة الكوارث هي الفن الصعب عندما يحدث مالا نتوقعه فكيف نواجه الموقف الذي لم نخطط له مسبقا، وهنا أنهى المحاضر دورته بهذه الكلمات مع الدعاء بأن تبقى عمان بإذن الله محمية بعيدة عن الكوارث والأزمات والأعاصير.
من جانبه أبدى الفاضل يحيى راهي المنسق العام للشبكة العمانية للمتطوعين فرحته لما قد أنجزته تعاون إلى هذه اللحظة حيث تم تدريب العديد من الكوادر العمانية والتي باتت جاهزة من أجل الذود عن حياض وطنها وبذل الغالي والنفيس من أجل أن تبقى عمان لحمة واحدة وقد بدأت تأتي هذه الدورات المكثفة ثمارها على أرض الواقع مما كان له أثر كبير في نشر ثقافة التطوع وانتشار مفهوم التطوع بشكل واسع على ارض عمان.
يذكر أن الدورة تشمل المتطوعون والمتطوعات العمانيين المنضمين للشبكة العمانية للمتطوعين تعاون والتي تعتبر أحد المشاريع الخيرية الكبيرة التي تندرج ضمن مشاريع سبلة عمان وستكون الدورة موزعه يومين في الأسبوع لمدة أربعة اسابيع مئتين متطوع لكل أسبوع بتوقع أن يتخرج من هذه الدورة عدد ما يقارب 600 متطوع.