بمشاركة أكثر من 40 متطوع ومتطوعة
خمس مبادرات في ختام برنامج فونديشن تعاون لهذا العام.
كتب : محمد الصوافي – تصوير : زهرة الحبسية
أمينة العريمية : البرنامج عزز فيَّ شعور تحمل المسؤولية
وداد السوطية : البرنامج علمنا معنى التطوع والعمل الجماعي والتفرّد به والتميز والمساهمة في الخدمة الإنسانية.
ندى العبدلية : نحن نسعى لصنع الأثر على من حولنا و على أنفسنا.
هناء الجلندانية : استطعت أن أفهم معنى آخر للتطوع وبأن التطوع لا يأتي بالتكلف.
اختتمت الشبكة العمانية للمتطوعين تعاون يوم أمس أولى برامجها لهذا العام وهو برنامج فونديشن تعاون و الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع العماني، ويعمل على تجديد هذا المفهوم وتطويره بما يتناسب مع متطلبات المجتمع العماني واحتياجاته في هذا المجال؛ موظفين في ذلك التقنية الحديثة والتي تتماشى مع ثقافة المجتمع العماني بصورة هادفة في تنمية الإنسان العماني وتوعيته وتطويره وتمكينه لأداء الدور الأمثل المناط به في خدمة وطنه ، وذلك بمشاركة أكثر من 40 متطوع ومتطوعة من أعضاء أكاديمية تعاون 2021 من مختلف الفئات العمرية والذي استمر لمدة شهر واحد حيث تم تدريب المجموعات المشاركة على مهارات التطوع وبناء فريق العمل المتكامل وإدارة المشاريع التطوعية وتم تدشين خمس مبادرات تطوعية بمختلف المجالات وهي :
مبادرة كلنا أنت
جاءت فكرة مباردة كلنا أنت من اللجنة الإعلامية بالشبكة وذلك إيماناً من أعضاء اللجنة بقوة الجانب الإعلامي في ازدهار وتطوير واستمرارية المشاريع العمانية الصغيرة ، فتمحورت فكرة المبادرة في تقديم الدعم الإعلامي والتوثيقي للأسر المنتجة أصحاب البسطات المتجولة والمتضررين بجائحة كورونا ، حيث تم عمل سوق خيري لبعض الأسر المنتجة وكذلك فتح حسابات خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي لهذه الأسر ودعمها من الناحية التسويقية وذلك من أجل زيادة دخل الأسر ماديًا وتهدف المبادرة أيضا إلى توعية المجتمع بقوة الجانب الإعلامي وخلق مجتمع متعاطف ومتعاون في ظل هذه الجائحة.
مبادرة نسهلها
هي مبادرة مجموعة شعلة تعاون ،بالتعاون مع معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين حيث تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المكفوفين وجعلهم أكثر استقلالية واعتماداً على الذات من خلال الاستفادة القصوى من التطبيقات المتاحة في الساحة التقنية ، حيث تم عمل منصة متكاملة لجعل حياة ذوي الإعاقة البصرية أسهل وذلك من خلال توظيف التقانة الحديثة في هذا المجال ، وتشجيع ذوي الإعاقة البصرية لاستخدام أكبر عدد ممكن من التطبيقات المتاحة في المنصة ، حيث قام أعضاء المبادرة على تدريب وتأهيل المكفوفين من أجل استخدام التطبيقات الالكترونية وعلى دمجهم مع مجتمعاتهم المحلية والدولية.
مبادرة مسار
بدأنا نشاهد أنماط جديدة لممارسة رياضة المشي، فلم تعد تلك المنتزهات المعتادة تغرينا للذهاب لها مرارًا وتكرارًا في ظل وجود جائحة كورونا. بل أصبحنا ننشد المكان الذي نبحث فيه عن ذاتنا ونستلهم منه ونغذي فيه أرواحنا بالاندماج مع الطبيعة والبحث عن الهدوء بعيدًا عن كل ما يشغل بالنا ، وتعتبر مبادرة مسار التابعة لمجموعة كيان تعاون صمام الأمان لهذه المسارات الجبلية. و تهدف إلى تأمين وتطوير مسار الريام لجميع محبي رياضة الهايكنج من مواطنين وسيّاح، بحيث يكون آمن ومهيأ بالإرشادات التوعوية الخاصة بالأمن والسلامة، و آلية مواجهة التحديات مثل لدغات الأفاعي السامة. بالإضافة لتوفير صندوق الإسعافات الأولية في هذا المسار، وعلامات تبيّن مدى صعوبة المسار، و تزويد المسار بالرموز الخاصة بالمسارات الجبلية والأرقام الضرورية، كما سنضع معلومات تثقيفية و تاريخية للمعالم التاريخية في مطرح. وكل هذا سيساهم في التشجيع على الرياضة الصحية وتعزيز السياحة الداخلية في السلطنة.
مبادرة كنف
مبادرة كنف الخاصة بمجموعة روح تعاون بالتعاون مع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة والتي تُعنى بدعم الحرف التقليدية لأجدادنا لتحسين مستوى دخلهم وإبرازهم للمجتمع والحفاظ على الموروث العماني بين الأجيال للمدى البعيد، حيث تم توفير ركن خاص في بعض المحلات لحرف السعفيات والمنسوجات الصوفية، كما قام أعضاء المجموعة بتنظيم ورشة خاصة بالتعريف عن الحرف العمانية القديمة واستخداماتها وذلك تشجيع كبار السن على الاندماج للمجتمع وتوفير مصدر رزق إضافي لهذه الفئة العمالية والحفاظ على حرف الأجداد والإرث العماني الخالد .
مبادرة إلهام
تثقيف الناشئة الصغار له عائد إيجابي كبير على المجتمع، إذ أنهم مستقبل البلد وهم من سيرفع أعمدتها في الغد. لذلك وجب التركيز عليهم وتنشئتهم ليكونوا قادرين على مواصلة مسيرة البناء بوعي وثقافة عالية. ومن هنا انبثقت فكرة مبادرة إلهام الخاصة بمجموعة إلهام تعاون، حيث أنها تركز على تدريب وتوعية وتثقيف الجيل الناشئ في المرحلة العمرية (١٠- ١٦) سنة في مختلف المجالات التي تهمهم. وقد ركزت المبادرة في مشروعها الأول على الألعاب الالكترونية وعلاقتها بالصحة النفسية لهذه الفئة. وتأتي أهمية المشروع من الظروف التي فرضتها جائحة كورونا ،والتي قضت بالالتزام بالحجر المنزلي لعدة أشهر، مما أدى إلى اتجاه الأطفال بشكل كبير إلى الأجهزة الالكترونية وما توفره من ألعاب الكترونية لقضاء الأوقات والتسلية في ظل إغلاق المنتزهات والحدائق العامة وأماكن التسلية لفترة طويلة.
آراء المتطوعين .
تقول المتطوعة أمينة العريمية : لطالما أيقنت أن العمل التطوعي بشتى مجالاته يجعل الفرد قادر على تقديم المساعدة في العديد من الأمور الحياتية المختلفة ، فإنني في مبادرة نسهلها التي قمت بها أنا ومجموعتي في المجال الإنساني بالتحديد لذوي الإعاقة البصرية استطعت ان أحصل على العديد من الفرص التي مكنتني من التواصل مع مختلف أفراد المجتمع و الاستفادة الكبيرة من المهارات العملية منها : العمل الجماعي و ادارةع المهام وحل المشكلات ،حيث أن البرنامج عزز فيَّ شعور تحمل المسؤولية وإنني قادرة على بذل المزيد من الأعمال لهذا الوطن .
وتقول المتطوعة هناء الجلندانية : برنامج فونديشن تعاون تجربتي التطوعية الأولى ولن تكون الأخيرة على ما يبدو، كان كل عملٍ أقوم به في مجموعتي كيان تعاون يوضح تماماً بأن رجل واحد لا يستطيع العيش في جزيرة وقول الجاحظ: “الإنسان مدنيٌّ بطبعه” استطعت أن أفهم معنى آخر للتطوع وبأن التطوع لا يأتي بالتكلف وإنما بما يحققه من فائدة مستدامة ، في هذا العالم يا أصدقاء نحن خلقنا معاً، ولو لم نمدّ أيدينا لبعضنا، فإننا سنغرق معًا أيضا، ومن هنا قررنا أن نتقدم خطوة، ونفتح أذرعنا وقلوبنا، لنحبّ الحياة، ونسهم في جعل غيرنا يحب هذه الحياة.
وتضيف المتطوعة ندى العبدلية : أن مبادرة كنف هي من الفرص التي أتاحت لي و جعلتني استشعرع القيمة الحقيقية لأجدادنا والصناعات الحرفية التي يمتهنوها حيث حظيت بشرف التعامل مع المسنين الذين يتقنون هذه الصناعات بكل احترافية ومهنية. تبين لي مدى حبهم وشغفهم وجلّ آمالهم بأن تورّث هذه الحرف لأجيال قادمة وسعيهم بأن لا تندثر ، نحن نسعى لصنع الأثر على من حولنا و على أنفسنا.
وتقول المتطوعة وداد السوطية : البرنامج علمنا معنى التطوع والعمل الجماعي والتفرّد به والتميز والمساهمة في الخدمة الإنسانية والتأثير في المجتمع في كافة المجالات الحياتية ، أتاحت لي الفرصة بالمشاركة في البرنامج والتي من خلالها انطلقنا في مبادرة” كلنا أنت” التي ابتدأناها بالتخطيط واستنباط الأفكار وتجميعها من كافة أعضاء الفريق، وكانت هذه المبادرة بالنسبة لي جداً ممتعة وشعرت فيها بروح العمل التطوعي وأهميته الكبيرة في مجتمعنا والتعرف على أسر متعففة والتحدث معهم باللطف واللين، واستلهمنا قصصهم في سرد الواقع وتقريبه لنا ، والأهم من ذلك هو صنع الابتسامة على وجوههم .
ويقول المتطوع أحمد الرواحي : من خلال تجربتي في فاونديشن تعاون أدركت بأن الشبكة تطور فينا الكثير من المهارات الشخصية التي تقودنا إلى الإبداع المتواصل وتبث فينا روح الحماسة والعمل الجماعي والتخطيط لكل عمل قبل البدء فيه مما يرفع نسبة نجاح العمل .