اعداد وكتابة/ خالد السلطي
كثيرة هي الحكايات التي تجسد لنا واقع الخير والمحبة والعطاء، فتلامس قلوبنا، لتجعلها شغوفة للازدياد منه، وكبيرة هي همة شبابنا المعطاء الذي يثبت بعزيمته في كل ميدان أنهم الأساس لبناء الوطن ورفعته.
وهاهي حكاية خير جديدة أبطالها متطوعو تعــــاون، الذين نرفع لهم جلَ احترامنا وتقديرنا، ليسردوا لنا كل وقائعها وتفاصيلها المملوءة بالعطاء وحب الخير، عنوانها (خدمة بيوت الله) الذي ارتقى ليضع للتطـــوع سيرة أخرى بميدان جديد. فلنبحر معهم في لحظاتها التي غمرت قلوبهم بالانجاز والفخر.
بمشاركة 19 فردا من الشباب المتطوعين الذين بادروا بالحضور وتركوا راحة يوم الإجازة؛ ليقدموا الخدمة لبيوت الله تعالى. حيث انطلقنا يوم الخميس الموافق 21 يونيو 2012م من نقطة التجمع من أمام مكتب والي السيب في تمام الساعة السابعة صباحًا، متجهين إلى منطقة السوادي ( مسجد محمد السيابي) الذي قد تم اختياره بعد المسح الميداني؛ وذلك نظرًا لحيوية الموقع و كثرة استخدام المسجد كونه يقع في محطة تعبئة الوقود, ولابد من أن المارة أو العابرين عبر طريق الباطنة يتوقفون لأداء الصلاة والراحة في هذا المكان.
بعد الوصول إلى الموقع، رحب المشرف العام للحملة ( خالد السلطي) بالمتطوعين, ومن ثم قسم المشاركين إلى 3 مجموعات عمل حيث يشرف على كل مجموعة قائد يتم اختياره من قبل المجموعة.
مجموعة النظافة الخارجية والداخلية:
1- تنظيف المساحات الجانبية خارج مبنى المسجد من حيث جمع النفايات والأكياس وإزالة الحشائش.
2- تنظيف مصلى النساء و المسجد من الداخل ، حيث إزالة بيوت العناكب و ترتيب المصاحف وتنظيفها ، واستبدال التالف منها بمصاحف جديدة, ووضع سلال مهملات داخل المسجد ورش المبيدات الحشرية ونشر البخور واللبان. وتم أيضا وضع عدد 4 كراس للمصلين الذين لا يستطيعون الصلاة قياما.
مجموعة: التكيف والتبريد والإعمال الكهربائية وإعمال النجارة:
1- عمل صيانة لثمانية مكيفات من حيث ، تنظيفها بالماء و إزالة الشوائب والأوساخ المتراكمة عليها.
2- استبدال مكيف مصلى النساء بمكيف أخر من المسجد وذلك لقلة برودته.
3- تنظيف براد مياه الشرب.
4- تغيير عدد 6 مصابيح كهربائية داخل وخارج المسجد.
5- تركيب عدد 4 أقفال لدورات المياه.
6- تركيب قفل ومفتاح جديد بالكامل لمصلى النساء.
7- تركيب لوحة مصلى النساء.
مجموعة: الصباغين:
1- تنظيف الجدار الداخلي والفناء الخارجي للمسجد.
2-طلاء المساحة الخارجية لمدخل المسجد.
القصة لم تنته بعد. فما أثار إعجاب الجميع والذي كان له الأثر الايجابي ، هو حضور عدد من العمال الأجانب الذين كانوا قريبين من المسجد ؛ لمساعدة المتطوعين في أعمال صيانة وتنظيف المساجد، وحضور بعض المتطوعين من أبناء المنطقة نفسها، فهكذا هو دائما الخير ينتشر بعبقه الأخاذ لكل من حوله.
وبحمد من الله ، استطاع المتطوعون إنجاز جزء كبير من العمل قبل صلاة الظهر، حيث وصل المصلون للصلاة وهم في حالة من الدهشة الواضحة في الوهلة الأولى ، ثم كانت حالة من الإعجاب والراحة والفرح والفخر بالانجاز لما شاهدوه من التغيير الإيجابي في حالة المسجد، حيث أبدى المصلون إعجابهم بهذا العمل الكبير ومنهم من شكرنا ودعا لنا، وكان البعض يتساءل من نحن؟ والى أين ننتمي؟ والبعض كان يعلم بأننا متطوعون لخدمة المجتمع و لنيل الثواب الأجر العظيم.
ومما أثار همتنا للعمل بعزيمة أكبر ، هو أن بعض المصلين أخبرنا بوجود مسجد آخر بالقرب من تلك المنطقة بحالة سيئة جدا و بحاجة لشباب مثلنا لصيانته في أقرب وقت ممكن، فارتسمت روح الأمل في وجوه المتطوعين للاستمرار في هذا العمل الجميل.
في نهاية العمل ، تفضل المشرف العام ( خالد السلطي) وألقى كلمة شكر مصحوبة بقصة واقعية في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبين حجم هذا العمل الكبير و الأجر العظيم لمن ترك بيته وقطع المسافات لعمل هذا العمل الطيب.
كما تفضل القائد (عادل البلوشي) استشاري الحملة، بالشكر والثناء على المتطوعين و أوضح أهمية هذا العمل وهذا المكان عند الله و دور المجتمع في الحفاظ على بيوت الله.
فيما تلقى مشرف الحملة الكثير من الاتصالات التي تشيد بالدور الكبير، الذي يقوم به متطوعو حملة خدمة بيوت الله في هذه الأيام وعبروا فيها بصادق شكرهم وعظيم امتنانهم للمتطوعين، أولًا ومن ثم إلى شبكة تعاون على الجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل المجتمع وخدمته.
ملاحظة: حملة (خدمة بيوت الله) مستمرة بإذن الله وسوف نعلن عن المرحلة الثانية منها في الوقت المناسب، وما زلنا في انتظار مقترحاتكم ومبادراتكم من أجل تطوع أرقى.