متطوعو البريمي وبزوغ فجر شبكة جديدة


كتب سليمان بن سلام الهشـامي

شدت قافلة سبلة عمان التطوعية أمس الأول رحالها متوجهة إلى محافظة البريمي ؛ كمحطة أخرى من المحطات التي تمر بها القافلة وذلك ضمن الفعاليات التي تنفذها الشبكة العمانية للمتطوعين (تعاون) ، ممثلة بأعضائها وعلى رأسهم المنسق العام للشبكة يحيى البلوشي.

انطلق المنظمون للقافلة عصر يوم الأربعاء الموافق 6 يونيو 2012 ، قاطعين مسافة ما يزيد عن 300كم للوصول إلى إحدى أبرز المحافظات العمانية وأسرعها نموًا من حيث الازدهار العمراني والخدمي، منهيين بذلك رحلة قطعوا من خلالها تلك الكيلومترات،  مارين بأغلب ولايات محافظة شمال الباطنة لتصل قافلتهم وتستقر في مبنى بلدية محافظة البريمي، ويبدأ معها التحضير لبدأ فعاليات الحملة والمزمع إقامتها في اليوم التالي في قاعة البلدية.

وبمشاركة أبناء المحافظة من كلا الجنسين ، افتتح برنامج (سواعـــد تعاون) التي أقامته الشبكة يوم الخميس الموافق 7 يونيو 2012م برعاية سعادة/ عبدالله محمد خير البلوشي “عضو مجلس الشورى بمحافظة البريمي” وبحضور عدد من المهتمين بالعمل التطوعي من المؤسسات الحكومية بالمحافظة تأكيدًا وحرصًا منهم على أهمية العمل التطوعي، وغرسه في نفوس أبنائها، ونشرا لهذه الثقافة على كافة الأصعدة والمستويات.

بدأ البرنامج من الساعة التاسعة والنصف صباحًا بكلمة ترحيب قدمها الأستاذ/ علي البريكي منسق الشبكة بالمحافظة، رحب خلالها براعي الحفل وفريق تعاون والمشاركين ، وأثنى على جهود الشبكة العمانية للمتطوعين في سبيل إثراء أبناء الوطن بما يخدمهم ويخدم مجتمعهم ليكونوا عناصر رفعة وسمو للوطن.

ثم قدم بعدها المنسق العام للشبكة الفاضل يحيى راهي كلمة الشبكة بيّن فيها للحضور دور الشبكة وأهدافها نحو تطوير العمل التطوعي بما يحتاجه المتطوع، وأشار فيها إلى ما تقدمه الشبكة للمجتمع التطوعي بمحافظة البريمي وآلياتها المتبعة في تشكيل الفرق، في كافة محافظات السلطنة، ومن ثم تم تقديم درع تذكاري لراعي الحفل من قبل الشبكة العمانية للمتطوعين (تعاون).

فتحي العبري منسق لجنة التدريب بالشبكة كانت له بصمته المميزة دومًا بدورات وبرامج الشبكة ، حيث بدأ بأول محور من محاور البرنامج وهو (العمل التطوعي التقليدي والإبداعي) أشار فيه إلى مفهوم وقيمة العمل التطوعي بمجتمعاتنا ، وأنواع التطوع ولم يخل أسلوبه الشيق من مداخلاته مع المشاركين والمشاركات الذين أثروا الورشة بآرائهم وتفاعلهم ، بعدها عرض التحديات والفرص التي تواجه العمل التطوعي في أي مجتمع. تخلل ذلك ورشة عمل على شكل مجموعات لخلق فرصة الحوار وتبادل الآراء بين المشاركين ومن ثم قامت كل مجموعة بعرض أفكارها.

بعدها تطرق إلى الفرق بين التطوع التقليدي الروتيني والتطوع الإبداعي ،وضرورة السعي وراء إيجاد أنماط مختلفة وأدوار جديدة للمتطوع ؛ ليبدع في تقديم المادة التطوعية بفكره وأسلوبه ، وعرض مثالا عليه (مشروع فلنرتقي) الذي تقيمه وزارة الصحة بالتعاون مع الشبكة والأساليب والطرق الجديدة والإبداعية في التطوع التي يعرضها هذا المشروع.

أما المحور الثاني من البرنامج كان محور (الريادة في العمل التطوعي) وضح فيه المدرب/فتحي العبري أن التطوع هو تطور يجب على المتطوع أن يبادر ويسعى لتحقيقه على أرض الواقع، ثم عرض فيه مفهوم الريادة والأسس التي يقوم عليها التطوع الرائد منها : بناء الفريق والتسويق للمنظمات المدنية ، ابرز فيها بعض الطرق التي يمكن للمتطوع أن يفهمها ليتطوع بطريقة ملائمة.

ما ميز البرنامج ،هو تفاعل ومناقشات الحضور البناءة التي تدل على اهتمامهم الرائع ورغبتهم العميقة في خدمة بلدهم ومجتمعهم؛  ليكون العمل التطوعي هو الأساس لهم لتحقيق طموحهم في هذا المجال. انتهى البرنامج في تمام الساعة الثالثة ، بتكريم كافة المشاركين في البرنامج والجهات المساندة لإقامة البرنامج. وبهذا فإن الشبكة أعلنت بتشكيل فريقها الخاص بمحافظة البريمي بإدارة شباب طموحين وشغوفين بحب التطوع وروح المبادرة.

شكـــــر وتقــــدير

توجه الشبكة كل الشكر والتقدير الجزيل إلى كافة الجهات التي ساندت الفريق لإقامة البرنامج على أكمل وجه وتخص بالذكر الفاضل / علي البريكي والفاضلة/ أحلام المقبالي والفاضلة/ هناء السنيدي والفاضل/ طالب الوحشي على جهودهم الجبارة التي قاموا بها وضيافتهم المميزة للفريق، كما توجه الشكر العميق لإدارة بلدية البريمي وإدارة البيئة والشؤون المناخية بالبريمي وجمعية الفنون التشكيلية، وجامعة البريمي وجمعية المرأة العمانية بالمحافظة، ومخبز النيادي الحديث ، على دعمهم ومساهمتهم في تسهيل مهمة الفريق بالمحافظة.

وبعد المهمة التي قدمتها الشبكة بالبريمي عادت قافلة سبلة عمان التطوعية بإدارة فريق تعاون إلى مسقط تاركة وراءها بصماتها في أذهان أبناء المحافظة ومؤدية بذلك أمانة توجبت عليها تجاه هذا الوطن وأبناءه، لتبدأ خطتها في الوجهة القادمة للقافلة.