كتبت: مريم المعمرية
إن أفضل يد مساعدة ممكن أن تقدم هي التي تمد لمن هو بحاجتها، وأن أفضل الخير هو الذي يشعر الغير بالفرج والسعادة، وأن الإحسان لمن أتعبتهم الحياة بشقائها وقدرها لهو قمة في الرقي والبذل والسخاء.
سباق ‘لى الخيرات ونيل الأجر والثواب، وكثير من المشاعر الإنسانية العظيمة الممزوجة بالتفاني والإخلاص كتمتها قلوب الكثيرين الذين شعروا أن هناك من ينتظرهم ليمدوا يدهم لكي يكونوا هم مبادرة أمل لحياة طفل من جديد أو لتكون أياديهم المعطاءة باباً لإعانة أسرة من الفقر والجوع أو ليكونوا هم سبيلا لرسم ابتسامة لطالما أخفاها القدر عن عيون المحتاجين بالصومال.
“تعــــاون” التي منذ بدايتها وعدت أن تكون المبادرة منها والتطوع أساسا لمنهجها ولكي تغرس بقلوب متطوعيها حب الخير بشهر الخيرات والطاعات ولكي يكونواهم بأنفسهم قوافلا تعبر بجودها قلوب المحتاجين لمرورها.
حملة “عطاء تعاون” التي أطلقتها الشبكة العمانية للمتطوعين “تعاون” مع حملة الشباب العماني لإغاثة الصومال وبالتعاون مع الهيئة العمانية للأعمال الخيرية أمس الجمعة الموافق 19 من أغسطس 2011م كانت الصدى الذي ترددت عليه مئات الأيادي البيضاء لإغاثة ضحايا الجوع والجفاف بالصومال والتي استمرت من الساعة الثامنة وحتى الحادية عشر والنصف مساءً بمجمع القرم التجاري.
مزيجا من ألوان العطاء والمحبة ملأت أركان السوق الخيري الذي أقيم بوسط المجمع والذي تضمن على العديد من الأركان منها (ركن الألعاب، ركن الكتب والمجلات، ركن اللوحات الفنية وركن المأكولات) والتي يعود جميع ريعها لصناديق التبرع لإغاثة الصومال، ومن جانب آخر فلقد كانت صور التنافس بين أهل الخير واضحة مجردة من جميع صور التباهي فكم من طفل تسابق ليتبرع وهو يرسم على شفتيه ابتسامة حلم وحياة لطفل مثله هناك، وكم هي جميلة تلك الصور لأشخاص جاءوا وكلهم لهفة للعطاء والمساعدة فلقد تعددت الصور والأحداث ولكنها كانت جميعها تحت إطارالإحسان والخير.
مشهد آخر تضمنته حملة العطاء وهو المسرح الذي أقيم بجانب السوق الخيري ليكون هو الآخر قصة تحكي أحداثها بما قدمه مجموعة من الشباب والأطفال من الجمعية العمانية للمعاقين بالقرم فقد تضمن على العديد من الفعاليات والأنشطة التي جذبت كل من تجول حولها ليأتي ويشاهد ويساهم، فكانت للمسرحيات حكايتها الفكاهية التي تفاعل معها الجمهور وهم يمدون أياديهم السخية، هذا إلى جانب العروض الخاصة بالأطفال والمسابقات المتنوعة والرسم على الوجوه وحضور بعض الشخصيات الكرتونية التي رأى فيها الأطفال القدوة لهم للمبادرة في وضع ولو مبلغ زهيد بصنودق التبرعات.
مواقف ومشاعر جبارة حملها جميع الزوار للمجمع وهم يرون صور أطفال ونساء مجاعة الصومال بكل ركن فيه، وأجواء رمضانية مملوءة بالحسنات وضعتها تعاون لمن يريد أن يجسد معنى الخير فيها.
الإحسان إلى الآخرين ومد يد المساعدة لهم هو أول طريق الخير ومفتاح باب الود والرحمة والتواصل والتراحم، به تشاركت تعاون مع أهل الخير والجود، فكل الشكر للقلوب البيضاء ومساهمتهم في نجاح الحملة.