كتبه: مصطفى العلوي
لا شيء يضاهي روعتها، ليالٍ رمضانية ممزوجة بالأيادي البيضاء، أيادي المتطوعين في رمضان لها بريقها ورونقها الخاص، فالحسنة بعشر أمثالها تتضاعف الحسنات وتتبارك العطاءات وتخفق القلوب، ترجو النجاة بمباركة بارئها فتقدم الخير وتتطوع بالمال والملبس والمأكل والجهد وبروح الشباب “وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون”.
طفلة ترسم وردة على وجهها وبجانبها خريطة الصومال حبا في الإنسانية وطفل آخر يحمل مصروفه اليومي مئة بيسة يضعها في ذلك الصندوق الذي تتنافس الأيادي من أجل أن تملأه بركات وحسنات، صور إبداعية لمصورين عمانيين تزين الجدران وتحمل أسعارًا رمزية تصدق بها أصحابها من أجل الصومال، أفلام قصيرة رسومات إبداعية كلها ترمم معاناة الصومال وشعبها الذي يعاني جراء المجاعة، تجمهر الفنانون والطيبون والعائلات تلبية لحملة الشباب العماني لمساعدة الشعب الصومالي.
بين أروقة مركز البهجة التجاري وعلى الركن الصغير المقابل لسينما البهجه انطلق السوق والمعرض الخيري الذي يذهب جميع ريعه لمساعدة شعب الصومال بالتعاون مع هيئة الأعمال الخيرية العمانية والتي أعطت أرقامها الحسابية من أجل أن تتكفل بإيصال هذه المعونات إلى المخيمات الصومالية.
أربعة شباب عمانيين حملوا الفكرة بكفوف الرحمة ونقلوها إلى أرض الواقع، أطلقوا البادرة باسم “حملة الشباب العماني للوقوف مع الشعب الصومالي” وجاءت المباركة من سبلة عمان لدعمها عن طريق الشبكة العمانية للمتطوعين.
الشبكة العمانية للمتطوعين كانت حاضرة بقوة وكانت لها البصمة الجميلة من خلال شبابها وشاباتها الذين تعلموا أن لا حدود للتطوع، هنا يثبتون أنه لا حدود جغرافية فهم يتطوعون خارج أرجاء الوطن بجهدهم بوركت الجهود.
شهر جميل مبارك امتزجت فيه الروحانيات والحسنات والبركات فكان هذا السوق الخيري امتدادًا لجهود الشباب والشابات العمانيين في التطوع حيث لن يتوقف التطوع في أرجاء عمان وما زال بها شباب وشابات يؤمنون أن التطوع مبدأ أساسي في حياتهم.