متطوعو تعاون يتبنون مشاريعا للأيتام


متطوعو تعاون يتبنون مشاريعا للأيتام

كتبت/ مريم المعمرية

استمرارًا للجهود الحثيثة والمتواصلة التي تقدمها الشبكة العمانية للمتطوعين (تعاون) ، في سبل تقديم الدعم الإنساني بالسعي وراء تقديم صورة مشرفة عن الشباب العماني وإبداعهم في المجال التطوعي من خلال المساهمة الفعالة والايجابية تجاه قضايا المجتمع، وتزامنا مع يوم اليتيم العربي الذي يصادف الرابع من ابريل من كل عام ، أقامت الشبكة مساء أمس الأربعاء الموافق 11 ابريل 2012م للمرة الثانية لها ورشة (كيفية التعامل مع الأيتام) بمبنى عمانتل بالموالح .

وكما تسعى (تعاون) إلى تفعيل دور المتطوع تفعيلا حقيقيًا يتناسق مع قدراته و اتجاهاته بما يتوافق مع إبراز دوره التطوعي بشكل علمي تطبيقي في الميدان، كانت ورشة الأمس تطبيقا حقيقيًا لهذا الهدف ، حيث قدم الورشة مجموعة من المتطوعين من ولاية صحم. افتتحت الورشة مع قصيدة نبطية قدمتها المبدعة/ ظينية الحمدانية حملت أبياتها معان من الحس الإنساني الكبير تجاه خدمة فئة الأيتام ، ووجهت من خلالها رسالة مهمة إلى ضرورة إيجاد دور الأيتام في المجتمع.

ثم انتقلت الورشة إلى الأستاذة/ فاطمة المعمرية والأستاذة / أصيلة الفزارية التي أضافت خبراتها وتعاملاتها مع فئة الأيتام بصمة مميزة للورشة، ناقشت محور (كيف نتعامل معهم ) من خلال نشاط عملي شارك فيه المشاركون من خلال عرض لمجموعة من المواقف التي قد يتعرض لها الشخص مع فئة الأيتام ، وكيفية التصرف الصحيح مع هذه المواقف، وكيف يكون للمجتمع الدور الكبير في إيجاد دور اليتيم والتعامل معه في كافة مراحله العمرية المختلفة، وشخصية اليتيم التي قد تتأثر بعدد من العوامل المحيطة، كما تم نقاش محور (نشاط من المسئول) عن هذه الفئة.

بعدها قدم الأستاذ/ خميس العلوي نقاشًا مع المشاركين حول (رسالة من وإلى المجتمع ) وكيف يكون دور أفراد المجتمع في تغيير النظرة المألوفة عن اليتيم ، وما على المجتمع اتخاذه تجاه فئة الأيتام.  شارك المشاركون فيه بآراء بناءة أثرت الورشة والنقاش من خلال طرح بعض التجارب والمواقف التي صادفت البعض أثناء احتكاكهم بهذه الفئة من المجتمع.

بعدها قدم الفاضل/ أحمد البلوشي محور ( حول حقوق اليتيم وماذا يمثل لي اليتيم) من خلال تجربته الواقعية في تعامله وتواصله مع أحد الأيتام من الدار، بين فيها كيف يكون تعامل ونظرة كل شخص لهذه الفئة، والحقوق التي يجب أن يتمتع بها الأيتام حالهم كحال بقية أفراد المجتمع ، وعرض تجربته مع الأيتام ونظرة المجتمع لهم.

تميزت الورشة بجو من النقاش والحوار والمشاركة من قبل الحضور وعرض لمعظم التجارب الواقعية مع فئة الأيتام ، حيث قدمت بعض الحقائق حول ما تقدمه دار رعاية الأيتام لهذه الفئة والبرامج المطبقة لهم .

لم يكن الهدف من الورشة فقط توعية الحضور بهذه الفئة،  ولكن كان الهدف الأسمى أن يكون هناك تطبيق وتغيير فعلي وميداني ، وهذا ما سعت إليه الشبكة ، حيث تم توزيع مجموعة من المشاريع التطوعية للمشاركين التي يمكنهم تقديمها في دار رعاية الأيتام سواء من الناحية الصحية ، أو التعليمية ، أو الدينية .  قام المشاركون بتسجيل بياناتهم والمشاريع التي سوف يتبنوها للأيتام في الفترة القادمة، حيث ستقوم مجموعات منهم لبدء تنفيذ المشاريع مع متابعة ودعم الشبكة لهم بإذن الله .

إن الشعور بالاختلاف لا يعني شيئًا ما لم تكن ملتزمًا بأن تقطع الطريق إلى النهاية مهما واجهت من مصاعب. و تستمر “تعــاون” ويستمر عطاؤها اللا محدود من أجل أن توجد كوادر مؤهلة من الشباب والشابات العمانيين من أجل أن يقدموا لمجتمعهم دورهم الإنساني ويسهموا في التغيير فيه.