في دورة الكوارث الطبيعية “سلامة المتطوّع أولًا”


كتبه مصطفى العلوي،

“تهمنا سلامتك أولا أيها المتطوع”، جملة استهل بها المحاضر والمدرب فتحي العبري الخبير في جانب التوعية الصحية والإسعافية بوزارة الصحة حيث استهل حديثه بأهمية وجود المسعف في البيت أو الشارع أو العمل ووجوده بمثابة وجود طبيب ولكن ليس بالصورة التي يتصورها المتطوع بحيث يلقي بنفسه في الكارثة أو بين الحوادث وهو غير مدرك لمبدأ الإسعافات وما يجب على المتطوع فعله في أي حالة تواجهه سواء الغرق أو حادث السيارات أو الإغماء والحرائق.

 

اتسمت المحاضرة بخفة الظل المدرب حيث قام باستعراض الممارسات الخاطئة التي يرتكبها المواطنون أثناء إسعاف أحدهم دون دراية بما يجب فعله من خطوات فالمسعف في حوادث السير يجب أن يتخذ خطوات تختلف كليا  عن المسعف للغريق أو الحريق أو الملدوغ أو المغمى عليه، وقد استعرض بعض الممارسات التي تعتبر خطأ وأحيانا جرما كأن يصور أحدهم حوادث سير أو مصابين يعانون ويقف هو مصورا الأحداث بهاتفه النقال من أجل أن يجد الفرصة المناسبة لنشرها عبر المواقع الاجتماعية والكثير من هذه المشاهد المؤلمة منتشرة في المواقع الإلكترونية للأسف.

أيضا من أكبر الممارسات شيوعا بين الشباب المسعفين المتواجدين في ميدان الحوادث فهم يريدون فعل خير ولكن يحدث أن ينقلب الخير إلى كارثة بحيث أن بعضهم ينقذ مصابين بطرق خاطئة مما يكلف المصاب الكثير من الإساءة، فأحيانا قد يصاب المصاب بشلل كلّي وذلك نتيجة خطأ في الإنقاذ حيث أن بعضهم يلجأ إلى حمل المصاب بطريقة خطأ.

من هذا المنطلق جاء حرص الشبكة العمانية للمتطوعين تعاون في تنظيم مثل هذه الورش التدريبية حيث أوضحت رئاسة الشبكة العمانية للمتطوعين أن لهذه الدورات  أهمية بالغة من أجل  أن يؤدي المتطوع عمله بفاعلية أكبر ومن أجل خدمة مجتمعية أفضل، وتعكف تعاون حاليا من أجل أن تنتج شبابا متخصصين في إدارة الكوارث والأزمات ومن أجل أن يكونوا جاهزين وعلى قدر من المسؤولية حيث يستطيع بعدها المتطوع أن يكون نافعا أكثر لاسيما عند تواجدهم في حوادث كهذه.

 

بعدها أوضح المدرب العبري أنواع الحوادث التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته ولا بد أن يؤمن بأهمية تعلم التعاطمل معها بحيث لا يقف الإنسان مكتوف الأيدي وينتظر الطبيب المختص، فبعض الحالات تستدعي التصرف المباشر من قبل المتطوع قد يكون الطبيب أو المسعف بعيدا فقد فصَل المدرب كل إصابة أو حادثة على حدة كما فصل المراحل التي يقوم بها المتطوع وما هو  التصرف في كل حالة فالغريق مثلا بعد إنقاذه لا بد من إفراغ رئتيه من الماء وإعادة التنتفس الطبيعي له بالضغط عليه في الصدر بعدها يتم نفخ الرئتين من خلال الفم وهذه العملية إن لم يكن يعرفها المتطوع فستؤدي إلى حالة وفاة الغريق.

ومن الحلات أيضا حالات الحرائق وما يجب علينا فعله للمصاب بحيث أن لا يلمس الماء أو الزيوت مما قد يشوه أو يضاعف الحروق تتعدد الاصابات والحوادث وينتج عنها مصابون مختلفو العوارض فمثلا في إصابات الحوادث في البتر ماذا يجب علينا فعله للعضو المبتور من الجسم فإذا تصادفنا في  حادث ما ورأينا مصابا قد بتر أحد أطرافه فيجب علينا البحث عن الجزء المبتور وحفظه في أكياس من أجل حفظها من التلوث، كذلك يجب وضعها في إناء به ثلج لأن فترة حياة الجزء المبتور قصيرة جدا ويجب أن يترافق العضو المبتور مع المريض إلى الطوارئ.

 

أكملت بعدها الأستاذة المحاضرة أمل البلوشية عن مواقف حقيقية حيث اتسمت محاضرتها بالتجارب العملية، ووزعت بعض السيناريوهات على الحاضرين وهي مشاهد مختلفة المواقف قد تحدث لأي منا يوما ما، منها الحرائق ومنها الإغماء والكسر واللدغ ومن خلالها يبحث المتدربون عن حلول مناسبة لهذه الحوادث مما أثار نشاط الحضور حيث ارتجل الحاضرون المشاهد ومنهم من مثلها واقعا هنا الاستفادة كانت أكبر لما تتسم المحاضرة بالتدريب العملي على الحالات الخطرة وقد اتضح من خلال المشاهد المقدمة أن المتطوعون قد عرفوا جيدا وفهموا ما يجب عليهم فعله في مثل هكذا حالات.

 

الاستاذة أمل كانت سعيدة جدا لما رأته من تجاوب فعلية وتطبيق عملي لكل الحاضرين وهذه دلالة كبيرة على فهمهم الدقيق للورشة وكانت جميع تطبيقاتهم مناسبة للحوادث التي تناولوها، بعدها أنهى الأستاذ فتحي الورشة برفقة الأستاذة أمل ببعض التعريفات المهمة وبعض الصفات التي يجب أن يتسم بها المسعف.

 

الفاضل موسى العرفي أحد أعضاء اللجنة الرئيسية والذي تجده كشعلة نشاط حيث أنه ضمن لجنة التدريب وتجد مبادراته من أجل أن يقدم كل ما يحتاجه المحاضر ويخدم كل متطوع فهو لا يدخر أي جهد من أجل أن يقدم ما أعطاه الله من طاقة لخدمة أخوانه مثله مثل الفاضل فهم الشحي صاحب المبادرات الإنسانية في الشبكة العمانية تعاون فهو الحاضر بقوة خلف الكواليس مكرسا كل طاقاته من أجل أن يجد المتطوع والمتدرب أريحيته في جنبات التدريب.

 

إحدى المشاركات أبدت ارتياحها للإستفادة العظيمة حيث تحدثت أنني كنت مدرسة في إحدى مدارس السلطنة وأحيانا كثيرة تحدث لدينا حالات مشابهة وقد تكون أقل خطورة كالإغماء مثلا وللأسف فإننا نهرع مسرعين إلى الطوارئ بحيث أننا مدرسات ومدرسون ولكننا لا علم لنا بالإسعافات الأولية.

 

الأسبوع التالي من ورشة الكوارث الطبيعية والأعداد في تزايد والاسابيع القادمة مقبلون على متدربين جدد والشباب والشابات يواصلون الحضور من أجل أن يلبوا نداء الوطن يوما ما.

 

هنا في تعاون شعارهم المتطوع أولا نبني المتطوع من أجل أن نهيئه للتطوع اللامحدود فشعارهم تطوع بلا حدود. يوما ما سيكون جميع شباب وشابات الوطن قد مروا من هنا من باب تعاون وتخرجوا بجوازات الإعتماد من أجل العمل التطوعي، وقد قالها يوما أعضاء اللجنة الرئيسية للشبكة العمانية للمتطوعين “التطوع يأتي ويذهب ولكن الإنسان الذي يحمل مبدأ التطوع هو الأهم”.