دورة الإسعافات الأوليّة هي الأهم قبل أن تخدم الآخرين


كتبه : مصطفى العلوي

 أهم محاورها: سلامتك ثم سلامة المصاب

 تعكف الشبكة العمانية للمتطوعين تعاون على تهيئة وتحضير منتسبيها لما قبل الخروج إلى الميدان لما هذا الميدان من احترازات استباقية ومن إعدادات التي من الواجب أن يمتلكها المتطوع، فبعد أن خضع الأعضاء المشاركين لدورة التطوع أساسياته ومفاهيمه، يكملون الآن المرحلة الثانية وهي مرحلة السلامة والإسعافات الأولية والتي لا بد أن يتمتع بها المتطوع قبل أن يبدأ مسيرة التطوع وهي مسيرة طويلة يستخدم من خلالها المتطوع خبراته وعطاؤه من أجل خدمة المجتمع، وقد تحدّث يحيى راهي منسق عام الشبكة العمانية للمتطوعين قبل انطلاق الدورة عن أهمية هذه الدورة والتي لم تأتي إلّا من حرص إدارة الشبكة على سلامة المتطوعين عندما يمارسون التطوع.

انطلقت الدورة بتعريف المفاهيم الإسعافية من قبل الأستاذ فتحي العبري المحاضر والخبير في جانب التوعية الصحية واالإسعافية، حيث استهل حديثه بأهمية وجود المسعف في البيت أو الشارع أو العمل، ووجوده بمثابة وجود طبيب، من هنا انطلقت الدورة من أجل توفير خلفية طبية صحية بمجال الإسعافات الأولية وذلك للعناية بالمصاب أوليا إلى أن تصل الخدمات الطبية المتقدمة للعناية بالمصاب، وتعد الإسعافات الأولية إحدى ضروريات المجتمع لتقليل تفاقم وضع المصاب وإيجاد آلية تكفل استمرارية العناية به إلى مرحلة الشفاء التام.

كما تحدث الاستاذ المحاضر الى أهمية تثقيف وتدريب المسعف علميا وعمليا وذلك لاستمرار جودة الخدمة والتقليل من الأخطاء الإسعافية وما يتبع ذلك من تثقيف الأقران والمجمتع بشكل عام، ومن هذا المنطلق تدرجت الدورة من المفاهيم الأساسية بماهية الإسعاف ومن هو المسعف، إلى مبادئ الإسعاف والتي أهمها الحماية والسلامة والتطبيق الصحيح إلى مرحلة رعاية المصاب إلى حين وصول الإسعاف، كما تطرق المحاضر إلى واجبات المسعف والتي تتمثل في الفحوصات الأولية والعناية بأنواع الأصابات، حتى ينتهي بكيفية معاونة الفريق الطبي، كما نوّه المحاضر إلى ضرورة أن يتحلى المسعف بصفات الهدوء والصبر والسرعة إلى آخرها للمسعف وما يستخدمه من أدوات وضرورتها تدريجيا والتي توجد في حقيبة الإسعافات الأوليّة.

بعدها بدأ المحاضر بإعطاء حقائق صحية عن العلامات الحيوية كالحرارة والنبض والتنفس وأنواع الفحوصات كفحص الوعي وفحص التنفس والنبض وفحص الجروح والنزيف وفحص الاصابات والكسور، وتطرق بعدها الأستاذ فتحي إلى الإختناق والإسعافات اللازمة لهذه الحالات فيما إذا كان المصاب واعيا أو فاقدا للوعي، بعدها قام المتطوعون بتجارب مُحاكاة للإسعافات مع الأداوت المساعدة المتمثلة في جثث طبية تم إحضارها من أجل التدرب عليها وقد تدربوا على مبادئ إنقاذ الحياة بالانعاش القلبي الرئوي إلى إصابات العظام وكيفية التعامل معها كإصابات الأطراف أو العمود الفقري.

وكان ضمن الدروة كيفية التعامل مع الحروق كالحروق الحرارية والكيميائية أو الاستنشاق وغيرها، كذلك أعراض التشنجات وكيفية إسعافها والخطوات اللازمة لذلك وكان للتسمم جانب مثير في الدورة حيث تعرف المشاركون على أعراض التسمم والغرق والإسعافات اللازمة لذلك وكانت نهاية الدورة مع الحوادث المرورية والتي هي الأكثر انتشارا في عمان، حيث تم التعرف على كيفية إسعاف المصابين ونقلهم ومساعدتهم من أجل إيصالهم إلى المراكز الصحية.

كان للدورة إثراء خاص لدى المشاركون وتفاعل غير طبيعي نتج عن ذلك استفادة واسعة أعدّت رجالا ونساء قادرون على الإنضمام إلى شبكة تعاون وهم يرفعون إشارة بصوت واحد: “نحن مستعدون لخدمة مجتمعنا” وهذا هو الشعار الذي ترفعه الشبكة العمانية للمتطوعين في كل محافلها ودوراتها، نعم، من أجل عمان وأبنائها.