تعاون تدرّب المتطوعين على التعامل مع الأيتام


كتبه أسماء الجردانية:

إن حياتك قد وهبت لك كي توجد لها معنى فأنت الشخص الوحيد الذي يستطيع إحداث اختلاف في حياتك وحياة الآخرين.

 تبقى الرحمة من أهم سمات الإنسانية ومن أهم ما يميز ” تعاون” هو روح الإبداع والتميز، ومن هذا المنطلق نظمت الشبكة العمانية للمتوطعين “تعاون” اليوم بتاريخ 05/07/2011م  دورة بعنوان ” كيفية التعامل مع فئة الأيتام والمراهقين بالتعاون مع مركز رعاية الطفولة” في تمام السابعة مساءً، وقد افتتحت الدورة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ خالد البلوشي رئيس االلجنة التنفيذية، رحبّ فيها بالحاضرين، وبعدها قام الأستاذ خميس بن سعيد العلوي والأستاذة سلوى بنت طالب الميمنية بطرح ومناقشة محتوى الدورة وبدأوا بتعريف الحاضرين بماهية المفهوم الذي يتبادر لدى الأذهان عندما يسمعون كلمة يتيم، ما هو شكله وحسه وهندامه وعيونه وابتسامته وحزنه وما الذي تحدثنا به خواطرنا عندما يذكر مفهوم اليتيم.

 

بعدها تطرّق المحاضران إلى قضية مهمة جدا في التعامل مع الأطفال اليتامى بمجرد رؤيته في الواقع، فعندما يلتقيه المتطوع يجب أن لا يظهر الشفقة والترحم والإحسان والحزن والأسى لدى لقائه الطفل اليتيم، بل يجب أن يظهر الفرح والتفائل في عينيه وحديثه وأن يظهر له أنه أقوى مما هو عليه، وقد أشار المحاضر إلى أن الطفل أذكى من أن نعامله بشفقة، فهو يعرف الكبار ويتعرف على شخصياتهم سريعا.

 

وقد تضمن البرنامج بعض التمرينات التي شارك فيها الجميع دون استثناء بهدف إيصال محتوى الدورة بشكل مبسط عن طريق تعليق لوحة تحتوى على قائمة من ردود أفعال متباينة لدى الشخص العادي عند لقاءه بالطفل اليتيم، وكان دور المشاركين يتمثل في تقييم ردة فعل الشخصية كلًّا على حدة، وفي النهاية يقوم كل مشترك بجمع النقاط وبناءً عليها يتم تحديد المهارات الشخصية التي يتمتع بها كل فرد، ومن ضمن هذه الردود نذكر لكم بعضها على سبيل المثال :

1-    أؤمن بأن كل شخص لديه ما يقوله، لذا أسمع وأتفهم بوعي. 

2-    لا أتعصب للأفكار أو الآراء وأنظر إليها على أنها وجهات نظر قابلة للخطأ والصواب. 

3-    أنصت بكل جوارحي، وأطبق قول القائل: ”كلي آذان صاغية” وأجعل شكل وتعبيرات وجهي توحي بأني مستمع جيد. 

وقد أبدى المشاركون تفاعلا إيجابيا مع المحاضر بالإضافة إلى المناقشات المثمرة التي جرت أثناء الدورة بين الأخوة والأخوات والتي وإن دلت فإنها تدل على مدى وعي الشباب العماني بأهم قضايا المجتمع  وتوفر الرغبة الصادقة بماهية العمل التطوعي وأنهم على استعداد لخدمة هذا الوطن الغالي.

 

الاحترام، التسامح، تقدير المشاعر،  تجنب النقد، عدم التحامل ومساعدة  الأطفال في التعبير عن مشاعرهم، هذه جميعها الخصال التي يجب أن يتحلى بها المتطوع حتى يستطيع تقديم البسمة للطفل اليتيم ومن أجل أن لا يجرح مشاعر الطفل، كانت هذه أهم الخصال التي ختم بها المحاضران دورتهما في فنون التعامل مع الطفل اليتيم.

 

الجدير بالذكر أن الشبكة العمانية للمتطوعين ستنظم يوم مفتوح للأطفال الأيتام من أجل لقائهم مع المتطوعين وذلك مساء يوم الخميس المقبل بحديقة القرم الطبيعية “مرح لاند” حيث ستستقبل الشبكة ما يربو الى الـ 120 طفل يتيم من دار الرعاية المذكور أعلاه.

إن الشعور بالاختلاف لا يعني شيئًا ما لم تكن ملتزمًا بأن تقطع الطريق للنهاية  مهما واجهت من مصاعب و تستمر “تعــاون” ويستمر عطائها اللامحدود من أجل أن توجد كوادر مؤهلة من الشباب والشابات العمانيين من أجل أن يقدموا لمجتمعهم تطوعا يليق ومجتمعًا يرفع من راية التطوع في عمان.